المريض: أرجوك دكتور لا أستطيع أن أحتمل الألم
الطبيب: ما المشكلة
المريض: دكتور نوبة رملية شديدة.
الطبيب: لا يوجد شيء في الطب اسمه رمل بولي، حتى ينشأ عنه نوبة رملية!!
المريض: هل تعني أنني أكذب!! ؟.
مريض آخر:
- دكتور أنا أعاني من حرقة بولية من سنوات مع ألم في أسفل البطن!.
- وهل راجعت أحداً من الأطباء في الفترات السابقة؟
- نعم.. قالوا (رمل).
- ولكن لا يوجد في الطب شيء اسمه رمل بولي.
- ولكن كل التحاليل والفحوص والصور التي أجريتها أكدت أنني أعاني من الرمال البولية يا دكتور، كما أنني أعيش في البادية وهناك يعاني قومي جميعهم من الرمال!!
- أؤكد لك مجدداً أنه لا يوجد مرض يدعى الرمال البولية، ولا يمكن لأي جهاز تصوير أن يكشف شيئاً اسمه رمال المجاري البولية!.. هناك حصيات بولية!! أما رمال فلا.
- المريض مستنكراً: هل تقصد أن كل ما أشكوه منذ سنوات لا علاقة له بالرمل البولي؟!!!.
وهكذا.. يكاد لا يمر يوم على عيادات الجراحة البولية إلا ويراجع عدد من المرضى وهم يعانون من (رمال في المجاري البولية)، حتى أنني أكاد أقول أن كل إنسان لا بد أنه أصيب في يومٍ ما بهذه (الرمال المتحركة)، حيث أن كل ألمٍ في الخاصرتين أو اسفل البطن لا يعرف سببه بشكلٍ واضح يقال أنه (رمال بولية).. تتكرر هذه الحوارات بين الطبيب والمرضى، وغالباً ما ينكر المريض على طبيبه انه لا يقنع بمرض اسمه الرمل في المجاري البولية، بل ربما اتهم المريض طبيبه بالتقصير العلمي!!..
· فما سر هذه الرمال التي باتت تغزو عقولنا قبل أن تغزو جهازنا البولي؟!!. وما أهميتها على أجسامنا:
يبدو أن التعبير العلمي المراد في هذه الحالات هي وجود (بلورات) مجهرية في البول.. والبلورات هي تجمع معين لمركبات لم تنحل في البول فتترسب على شكل بلوراتٍ يختلف شكلها حسب مكوناتها فبلورات حمض البول ناعمة ومدورة وبلورات حماضات الكالسيوم مطاولة ومدببة وهناك بلورات الفوسفات المختلفة .. إلخ. وتكمن أهمية تشكل البلورات أنها تكبر(إذا لم تعالج) وتتحول إلى حصاة تشاهد بالعين المجردة وتؤدي إلى حدوث الألم والأعراض البولية.
· ما هو سبب تشكل البلورات المرضية في الجهاز البولي:
البول هو ماء زائد عن حاجة الجسم تطرحه الكليتين لتطرح معه العديد من السموم والأدوية والمستهلكات ونواتج فعاليات الجسم الحيوية. فهو ماء يحوي مواد مختلفة، وبتراكيز مختلفة.
وهناك مواد معروفة تفرزها الكلى في البول لتمنع تشكل البلورات في البول (مثل السيترات).
وكلما زادت كمية السوائل المشروبة، زادت منها كمية الماء المطروح في البول وبالتالي تكون المواد المطروحة به قليلة التركيز، وكلما نقص الماء كان البول كثيفاً.. والناس يعرفون هذا بشكلٍ عفويٍ من لون البول. ففي الصيام يتبول الانسان كمية قليلة من بول أصفر غامق قبل الافطار، وكمية كبيرة من بول فاتح اللون بعده.
وبالتالي فتكون أهم أسباب تشكل البلورات ومنها الحصيات: نقص شرب السوائل، أو زيادة المواد المطروحة في البول بسبب أمراض معينة(كارتفاع حمض البول بالدم)، أو نقص في إفراز المواد المانعة للتبلور.
· هل تسبب البلورات أعراضاً ونوبات ألم شديد:
لا.. لا تسبب البلورات أي ألم أو حرقة بولية وتكشف بالصدفة من خلال فحص البول. فإذا شكى المريض من ألم أو حرقة أو أي مشكلة أخرى، وظهرت البلورات بالبول فلا يعني ذلك أنها المسؤولة عن المشكلة، بل يجب البحث عن سببٍ آخر لذلك.
· ما هو العلاج المناسب
يختلف العلاج حسب السبب: ففي بلورات حمض البول ينصح المرضي بتخفيف المأكولات التي باستقلابها تزيد من إطراح حمض البول مثل اللحوم والبقول والمكسرات، كما ينصحون بتناول المواد المقلونة للبول مما يؤدي إلى حل الحصيات. أما في بلورات الكالسيوم فينصح المرضى بتحميض البول، وتخفيف تناول الأغذية الحاوية على الكلس كاللبن ومشتقاته، وربما يضاف أحد الأدوية الذي يخفف من إطراح الكالسيوم في البول وبالتالي يقلل من تشكل البلورات الكلسية.
· ما هي سبل الوقاية من تشكل البلورات والحصيات البولية:
1. تناول السوائل المختلفة بشكل كافين أي أن يشرب الإنسان كمية من السوائل كافية لأن يطرح 1.5 – 2 ليتر من البول خلال فترة 24 ساعة، وبالتالي تكون كمية الحاجة من السوائل في الصيف أعلى منها في الشتاء بسبب التعرق.
2. يفضل الاكثار من الحركة بشكلٍ عام وأفضلها المشي اليومي، والتمارين الرياضية الخفيفة
3. يجب تخفيف الوزن الزائد: ويفضل أن يجرى ذلك بانتظام، أي 1-2 كغ أسبوعياً.
4. تجنب الحر كمحاولة لعدم التعرق الشديد (عدم الجلوس في الشمس الحارة، الساونا)
5. عدم تناول الملينات والمسهلات، وفي حال حدوث الامساك، يفضل تناول الخضروات والسلطات بدل الملينات.
6. يجب الانتباه دوماً إلى الاعتدال في الحمية والاعتدال في تناول الممنوعات، فمثلاً ينصح بأكل اللحوم مرتين في الأسبوع فقط.
· أخيراً: هل من علاقة بين رمال البحر ورمال الصحراء و (الرمال البولية):
نعم !!.
حيث يتضح من الفقرات السابقة أن التعرض للحر يزيد من التعرق وبالتالي يقلل كمية البول المطروحة، فيكون البول كثيفاً (أي مليء بالبلورات).. وبالتالي فالناس الذين يعيشون في الصحارى أو البوادي قريباً من الرمال، والسياح الذين يصطافون لفترات طويلة على الشواطئ الرملية الذهبية ولا يشربون كمية كبيرة من السوائل سوف يعانون بالتأكيد مما يسمونه البعض.. الرمال البولية.
د. جهاد اللجمي- اختصاصي الجراحة البولية
الطبيب: ما المشكلة
المريض: دكتور نوبة رملية شديدة.
الطبيب: لا يوجد شيء في الطب اسمه رمل بولي، حتى ينشأ عنه نوبة رملية!!
المريض: هل تعني أنني أكذب!! ؟.
مريض آخر:
- دكتور أنا أعاني من حرقة بولية من سنوات مع ألم في أسفل البطن!.
- وهل راجعت أحداً من الأطباء في الفترات السابقة؟
- نعم.. قالوا (رمل).
- ولكن لا يوجد في الطب شيء اسمه رمل بولي.
- ولكن كل التحاليل والفحوص والصور التي أجريتها أكدت أنني أعاني من الرمال البولية يا دكتور، كما أنني أعيش في البادية وهناك يعاني قومي جميعهم من الرمال!!
- أؤكد لك مجدداً أنه لا يوجد مرض يدعى الرمال البولية، ولا يمكن لأي جهاز تصوير أن يكشف شيئاً اسمه رمال المجاري البولية!.. هناك حصيات بولية!! أما رمال فلا.
- المريض مستنكراً: هل تقصد أن كل ما أشكوه منذ سنوات لا علاقة له بالرمل البولي؟!!!.
وهكذا.. يكاد لا يمر يوم على عيادات الجراحة البولية إلا ويراجع عدد من المرضى وهم يعانون من (رمال في المجاري البولية)، حتى أنني أكاد أقول أن كل إنسان لا بد أنه أصيب في يومٍ ما بهذه (الرمال المتحركة)، حيث أن كل ألمٍ في الخاصرتين أو اسفل البطن لا يعرف سببه بشكلٍ واضح يقال أنه (رمال بولية).. تتكرر هذه الحوارات بين الطبيب والمرضى، وغالباً ما ينكر المريض على طبيبه انه لا يقنع بمرض اسمه الرمل في المجاري البولية، بل ربما اتهم المريض طبيبه بالتقصير العلمي!!..
· فما سر هذه الرمال التي باتت تغزو عقولنا قبل أن تغزو جهازنا البولي؟!!. وما أهميتها على أجسامنا:
يبدو أن التعبير العلمي المراد في هذه الحالات هي وجود (بلورات) مجهرية في البول.. والبلورات هي تجمع معين لمركبات لم تنحل في البول فتترسب على شكل بلوراتٍ يختلف شكلها حسب مكوناتها فبلورات حمض البول ناعمة ومدورة وبلورات حماضات الكالسيوم مطاولة ومدببة وهناك بلورات الفوسفات المختلفة .. إلخ. وتكمن أهمية تشكل البلورات أنها تكبر(إذا لم تعالج) وتتحول إلى حصاة تشاهد بالعين المجردة وتؤدي إلى حدوث الألم والأعراض البولية.
· ما هو سبب تشكل البلورات المرضية في الجهاز البولي:
البول هو ماء زائد عن حاجة الجسم تطرحه الكليتين لتطرح معه العديد من السموم والأدوية والمستهلكات ونواتج فعاليات الجسم الحيوية. فهو ماء يحوي مواد مختلفة، وبتراكيز مختلفة.
وهناك مواد معروفة تفرزها الكلى في البول لتمنع تشكل البلورات في البول (مثل السيترات).
وكلما زادت كمية السوائل المشروبة، زادت منها كمية الماء المطروح في البول وبالتالي تكون المواد المطروحة به قليلة التركيز، وكلما نقص الماء كان البول كثيفاً.. والناس يعرفون هذا بشكلٍ عفويٍ من لون البول. ففي الصيام يتبول الانسان كمية قليلة من بول أصفر غامق قبل الافطار، وكمية كبيرة من بول فاتح اللون بعده.
وبالتالي فتكون أهم أسباب تشكل البلورات ومنها الحصيات: نقص شرب السوائل، أو زيادة المواد المطروحة في البول بسبب أمراض معينة(كارتفاع حمض البول بالدم)، أو نقص في إفراز المواد المانعة للتبلور.
· هل تسبب البلورات أعراضاً ونوبات ألم شديد:
لا.. لا تسبب البلورات أي ألم أو حرقة بولية وتكشف بالصدفة من خلال فحص البول. فإذا شكى المريض من ألم أو حرقة أو أي مشكلة أخرى، وظهرت البلورات بالبول فلا يعني ذلك أنها المسؤولة عن المشكلة، بل يجب البحث عن سببٍ آخر لذلك.
· ما هو العلاج المناسب
يختلف العلاج حسب السبب: ففي بلورات حمض البول ينصح المرضي بتخفيف المأكولات التي باستقلابها تزيد من إطراح حمض البول مثل اللحوم والبقول والمكسرات، كما ينصحون بتناول المواد المقلونة للبول مما يؤدي إلى حل الحصيات. أما في بلورات الكالسيوم فينصح المرضى بتحميض البول، وتخفيف تناول الأغذية الحاوية على الكلس كاللبن ومشتقاته، وربما يضاف أحد الأدوية الذي يخفف من إطراح الكالسيوم في البول وبالتالي يقلل من تشكل البلورات الكلسية.
· ما هي سبل الوقاية من تشكل البلورات والحصيات البولية:
1. تناول السوائل المختلفة بشكل كافين أي أن يشرب الإنسان كمية من السوائل كافية لأن يطرح 1.5 – 2 ليتر من البول خلال فترة 24 ساعة، وبالتالي تكون كمية الحاجة من السوائل في الصيف أعلى منها في الشتاء بسبب التعرق.
2. يفضل الاكثار من الحركة بشكلٍ عام وأفضلها المشي اليومي، والتمارين الرياضية الخفيفة
3. يجب تخفيف الوزن الزائد: ويفضل أن يجرى ذلك بانتظام، أي 1-2 كغ أسبوعياً.
4. تجنب الحر كمحاولة لعدم التعرق الشديد (عدم الجلوس في الشمس الحارة، الساونا)
5. عدم تناول الملينات والمسهلات، وفي حال حدوث الامساك، يفضل تناول الخضروات والسلطات بدل الملينات.
6. يجب الانتباه دوماً إلى الاعتدال في الحمية والاعتدال في تناول الممنوعات، فمثلاً ينصح بأكل اللحوم مرتين في الأسبوع فقط.
· أخيراً: هل من علاقة بين رمال البحر ورمال الصحراء و (الرمال البولية):
نعم !!.
حيث يتضح من الفقرات السابقة أن التعرض للحر يزيد من التعرق وبالتالي يقلل كمية البول المطروحة، فيكون البول كثيفاً (أي مليء بالبلورات).. وبالتالي فالناس الذين يعيشون في الصحارى أو البوادي قريباً من الرمال، والسياح الذين يصطافون لفترات طويلة على الشواطئ الرملية الذهبية ولا يشربون كمية كبيرة من السوائل سوف يعانون بالتأكيد مما يسمونه البعض.. الرمال البولية.
د. جهاد اللجمي- اختصاصي الجراحة البولية
0 التعليقات:
إرسال تعليق